خادم الحرمين يرعى اتفاق المصالحة الصومالية في جدة
الملك عبدالله: المملكة عاشت معاناة الصومال يوماً بيوم وبذلت كل جهد لإسدال الستار على هذه المأساة
جدة - حسين القحطاني، (و.أ. س):
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله عقدت مساء امس بقصر المؤتمرات بجدة الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية التي شارك فيها فخامة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد ودولة رئيس البرلمان آدم محمد نور ودولة رئيس الوزراء علي محمد جيدي ورئيس لجنة المصالحة الوطنية علي مهدي محمد ومشايخ القبائل وممثلو الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية.
وقد بدأت الجلسة التي حضرها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتلاوة آيات من القرآن الكريم .
ثم القى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية:
بسم الله والحمد لله القائل في محكم كتابه "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم" والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد القائل "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" .
أيها الاخوة قادة الصومال الشقيق ..
يسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وأن أتقدم اليكم بخالص التهنئة على هذا الانجاز التاريخي الذي تحقق بالوصول الى اتفاق مشرف ينقذ الصومال الشقيق من المأساة التي عانى منها عبر السنوات الطويلة الماضية .
لقد عشنا معكم معاناتكم يوما بيوم وشهرا بشهر وسنة بسنه باذلين كل جهد للوصول الى حل منفردين ومع الاخوة والاصدقاء حتى من الله علينا بفضله في هذا الشهر المبارك ويسر الوصول الى اتفاق يسدل الستار على صفحة دامية مؤلمة ويفتح الطريق أمام المستقبل المشرق بإذن الله .
أيها الاخوة الكرام
أن الوصول الى الاتفاق خطوة أولى ولا بد أن يعقبها التزام كامل ببنوده وأحكامه، وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ وأنني متفائل بأنكم قادرون بعون الله على أن تجعلوا الاتفاق فجرا لعهد جديد يحمل الامن والازدهار لابناء الصومال الشقيق ويعزز السلام والمودة بين الصومال وجيرانه .
أتمنى لكم أقامة طيبة وعوداً حميداً غانماً وأرجو أن تنقلوا تحياتي وتحيات الشعب السعودي الى كل أبناء الشعب الصومالي العزيز .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد كلمة قال فيها: "أنني باسمي وباسم الشعب الصومالي وحكومته أحمل لكم ولآل سعود والشعب السعودي الشقيق كل آيات الحب والاجلال والتقدير لما قدمتموه لنا من مساعدات أخوية سخية أتتنا في وقت كانت الحاجة اليها ماسة وملحة وضرورية .. فقد كانت طوق النجاة لانقاذ الغريق الذي يتفرج عليه الجميع ولا من مغيث" .
وأكد فخامته أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصومال هي علاقة دم ودين وهي علاقة انتماء وعلاقة تاريخ ازلية تجمعنا فيها إرادة الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء كما يجمعنا الدين الاسلامي الحنيف والجوار والمصير المشترك وكل وشائج القربى الحميمة .
وقال "نحن إذ نتطلع الى إعادة البناء والتعمير للمدن والمدارس والمعاهد والجامعات والبنى التحتية والادارية التي تهدمت فأننا بعون الله تعالى وبمساعدة كل جهود أبناء الشعب الصومالي سنتغلب على جميع الصعاب لنجعل من الصومال بلدا جميلا وقويا ضد الارهاب والفئات الضالة" .
وأضاف قائلا "أخي خادم الحرمين الشريفين بحمد الله تعالى وتوفيقه قامت بعض الدول الافريقية التي استجابت لمساعدتنا دون قيد ولا شرط وبالاتفاق مع الاتحاد الافريقي من منطلق تفهمها للخطر الذي يهددنا ويهددها في آن واحد ولمعرفتها بالأخطار التي يمكن أن تنتج من أمثال هؤلاء الخوارج لو استولوا على الصومال - لا قدر الله - وتمكنوا من وأد الحكومة الوليدة فأن وجود هولاء الخوارج سيكون بالتالي وبالا على الامة الاسلامية والعربية والافريقية والأسرة الدولية، لذا ومن باب الحذر ومن باب أن الوقاية خير من العلاج وقفت تلك الدول الى جانبنا بعد أن طلبنا مساعدتها بصفة رسمية ولهم منا الشكر الجزيل" .
وقال فخامته: "إننا في هذا الإطار ولتعزيز عملية المصالحة الوطنية الشاملة سعيا لتحقيق السلام والاستقرار وإعادة بناء وطننا على أسس وطنية راسخة فأننا ندعوا من هذا المنبر الى إرسال قوات عربية أفريقية مشتركة تحت قيادة الأمم المتحدة لتتولى هي مسؤولية حفظ السلام والامن في الصومال . ونأمل من جميع الاخوة الصوماليين دعم هذا النداء" .
وأكد فخامة الرئيس الصومالي أنهم استطاعوا بتوفيق من الله عز وجل من إقامة مؤتمر كبير ومهم للمصالحة الوطنية من القاعدة الى القمة ومن القمة الى القاعدة ولبى النداء الذي وجهته الدولة الى كافة أبناء الشعب الصومالي كل زعماء العشائر ونوابهم وكل الرجال والنساء ورجال الاعمال والسياسيين والشباب ورجال الدين الشرفاء والمثقفين ولفيف من المغتربين الصوماليين.
وبين أن تعداد المشاركين بلغ حوالي 3000شخص من بينهم بعض الفئات التائبة من الضالين والذين استولى على عقولهم بعض المضلين المنحرفين عن الشريعة الغراء .
وقال فخامته "أخي خادم الحرمين الشريفين لقد نجح المؤتمر نجاحا باهرا ومنقطع النظير بحمد الله تعالى وتوفيقه والدليل على ذلك هو تواجد هذه الجموع التي لبت دعوتكم الكريمة لاداء العمرة في بيت الله الحرام والسلام عليكم والاستماع والاصغاء الى نصائحكم وتوجيهاتكم السامية لكي يقسم الجميع أمام الله ثم أمامكم على ما اتفقوا عليه في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد ولأول مرة في داخل البلاد وليس هذا فحسب وإنما تقع أهمية هذا المؤتمر بأنه عقد في العاصمة مقديشو التي كانت عبارة عن عش الدبابير للفئات الضالة والمضلة والذين سينصرنا الله عليهم بعون الله وبتكاتف الجماهير الصومالية العريضة مع قواتها المسلحة ومع القوات الصديقة التي لبت دعوتنا" .